العناية بعظمة القص وأهمية ارتداء الحزام الصدري بعد عملية القلب المفتوح هو موضوعنا لهذا المقال اليوم مع الأستاذ الدكتور أحمد حلمي عمر
عمليات القلب المفتوح من العمليات الدقيقة والتي تتطلب الالتزام التام في جميع مراحل العلاج، وكثيرا ما نلجأ لشق عظمة الصدر أو ما يعرف بعظمة القص وإعادة تثبيتها بعد العملية ويتطلب العناية بها القليل من المجهود لضمان سلامتها وتجنب حدوث أي مضاعفات بها.
محتويات المقال:
- ما هي عظمة القص؟
- كيف يتم تثبيت عظمة القص بعد العملية؟
- العناية بالجرح وعظمة القص.
- مراحل التئام عظمة القص.
- المجهود البدني المثالي للحفاظ على عظمة القص.
- أهمية ارتداء حزام الصدر بعد عملية القلب المفتوح.
- كيفية اختيار حزام الصدر المناسب للمريض.
- مواصفات حزام الصدر الجيدة.
- مدة ارتداء الحزام الصدري لضمان سلامة المريض.
- الارتباط النفسي بحزام الصد.
- علامات تنذر بالخطر وتستدعي المشورة الطبية.
- مشاكل ارتداء الحزام الصدري والتغلب عليها.
- بدائل استخدام الحزام الصدري.
- الخاتمة.
ما هي عظمة القص، وما هي وظيفتها؟
توجد عظمة القص في مقدمة القفص الصدري، والذى يتكون من عظمة القص والتي ترتبط بالعمود الفقري عن طريق الضلوع وكذلك عظام الكتفين. و ترجع أهمية عظمة القص في الحفاظ على توازن القفص الصدري بأكمله، والحفاظ على القلب وحمايته من أي أخطار أو حوادث لا قدر الله.
كيف يتم تثبيت عظمة القص بعد عملية القلب المفتوح؟
بعد إجراء الجراحة وشق عظمة القص، يعاد تثبيتها عن طريق استخدام خيوط حديدية مصنوعة من معادن مقاومة للتفاعل مع الجسم وفي نفس الوقت تتمتع بالليونة اللازمة لعدم الإضرار بحركة التنفس. ويتم استخدام عدد كافي من الخيوط لكل مريض على حسب وزنه.
العناية بعظمة القص والجروح:
للعناية بعظمة القص يجب الاعتناء جيداَ بالجرح وتجنب الالتهابات ويكون ذلك عن طريق التعقيم الجيد في داخل غرفة العمليات والالتزام بجميع قواعد التحكم بالعدوى، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة استخدام المضادات الحيوية الفعالة بعد الجراحة مع رفع مناعة الجسم والحرص على ثبات مستوى سكر الدم في المستوى الطبيعي، وخاصة في مرضى السكر، مع استخدام الغيارات الطبية، كما يصفها الطبيب. حتى يتم الالتئام الجراحي. مع أهمية القضاء على الميكروبات على سطح الجلد، وذلك بالاستحمام المتكرر بصابون طبي معقم، ويأتي في المرتبة الثانية للعناية بعظمة القص مجموعة من الاحتياطات الهامة مثل تعديل المجهود البدني وطريقة النوم وارتداء الحزام الصدري.
مراحل التئام عظمة القص:
يرتبط التئام عظمة القص بسن المريض بصورة كبيرة وكذلك بكمية الكالسيوم بالجسم ووجود أمراض مزمنة مثل السكر وأمراض الكلى. وفي العموم يكون الالتئام التام بعد مرور شهرين من تاريخ الجراحة بشرط عدم وجود أي مضاعفات أو التهابات، يتم الالتئام بنسبة 70% تقريباَ في الشهر الأول ويكتمل الالتئام بنسبة 100% في نهاية الشهر الثاني لذا، يجب أخذ الاحتياطات اللازمة خلال هذه الفترة.
المجهود البدني المثالي للحفاظ على عظمة القص:
في الشهر الأول بعد إجراء الجراحة، ينصح بالإبتعاد عن أي مجهود قد يؤدي إلى عدم ثبات عظمة القص، ولذلك ينصح في خلال هذه الفترة بالحفاظ على القفص الصدري والجذع ليعمل كوحدة واحدة، والابتعاد عن الالتواء والحركات الغير متوازنة. و ينصح بالابتعاد عن حمل الأثقال، السجود والركوع أثناء الصلاة،
رفع الساقين والقدم لمستوى أعلى من مستوى المشي وصعود السلالم، عدم النوم على الجانبين، عدم ممارسة أي نوع من الرياضة، عدم ممارسة السياقة، عدم ممارسة الحياة الزوجية وغيرها من المجهودات.
وللتلخيص يمكن أن ننصح المريض في خلال الشهر الأول بالالتزام بالمجهود البدني الخفيف في صورة المشي وصعود السلالم والنوم على الضهر والاستحمام المتكرر والالتزام بارتداء حزام الصدر والابتعاد عن أي مجهودات أخرى وفي بداية الشهر الثاني يبدأ المريض في التخلي عن هذه التعليمات تدريجيا للرجوع للحياة الطبيعية في نهاية الشهر الثاني.
أهمية حزام الصدر بعد عملية القلب:
يتم استخدام حزام الصدر مباشرة بعد فصل المريض من جهاز النفس الصناعي. ويساعد ارتداء الحزام على ثبات عظمة القص وبالتالي الالتئام السريع للجروح، وكذلك يساعد على منع الالتهابات ودعم القفص الصدري للحفاظ على القلب، وبالإضافة إلى أهمية الحزام الديناميكية، فمن الفوائد الهامة إعطاء المريض الشعور بالأمان، واستقرار الجرح وحمايته من العوامل الخارجية، ولذلك يعطي المريض ثقة في الحركة ويقلل من توتر المريض وقلقه.
كيفية اختيار حزام الصدر المناسب للمريض:
من الأخطاء الشائعة في ارتداء حزام الصدر للحفاظ على عظمة القص استخدام بعض الأنواع الغير مطابقة للمواصفات الجيدة. وحيث أنه في خلال هذه الفترة يعاني المريض من بعض المشاكل من أهمها الألم والكحة وضيق النفس، واستخدام الحزام الغير مناسب قد يزيد من هذه الأعراض.
و الأخطاء الشائعة استخدام حزام صدر يحتوي على دعامات حديدية في الظهر وهذا النوع غير مناسب بالمرة لمريض جراحة القلب المفتوح ويستخدم في مرضى آلام وتثبيت العمود الفقري فيجب استخدام الحزام الخاص بالصدر بالمقاس المناسب للمريض حيث يوجد العديد من المقاسات لتلائم المريض.
مواصفات حزام الصدر الجيدة:
يجب أن يكون حزام الصدر مصنوع من مواد مرنة ويختلف مستوى مرونتها ومستوى ما يعرف بالذاكرة المطاطية لها من جزء لأخر ليضمن الثبات الكامل لعظمة القص وفي نفس الوقت عدم إعاقة حركة التنفس أو حركة المريض, وكذلك يجب أن تتمتع مادة صنع الحزام بقابلية نفاذية الهواء، مما يضمن تهوية الجرح جيدا والجلد المحيط به للتقليل من احتمالية التهاب الجروح.
بالإضافة إلى أهمية ارتدائه بالطريقة المناسبة، وهي وضعه مباشرة على عظمة القص لضمان الثبات لها، ولا ينصح بتلامس الحزام مباشرة مع جلد المريض لمنع الالتهابات والحساسية فينصح دائما بارتداء لباس قطني يفصل بين حزام الصدر وجلد المريض.
مدة ارتداء الحزام الصدري لضمان سلامة المريض:
يجب التنويه على أن الخضوع للعناية الطبية والالتزام بالتعليمات الطبية هو الأساس في الخطة العلاجية وأن ما نقوم به في هذا المقال هو تثقيف طبي لمعظم المرضى لتفهم الوضع ولا يجب على أي مريض مخالفة التعليمات الطبية الخاصة به عن طريق الطبيب المتابع لحالته.
في العموم ينصح بارتداء الحزام بعد فصل المريض من جهاز التنفس الصناعي وبداية الحركة، ويتم ارتداء الحزام على مدار الساعة في الأسبوع الأول والثاني ولا يتم خلعه إلا خلال فترة الاستحمام أو الغيار على الجرح، وفي الأسبوع الثالث والرابع، يمكن خلع الحزام أثناء النوم وفترات الراحة.
بعد الكشف الطبي، وخلال متابعة المريض للتأكد من سلامة عظمة القص، يتم التخلي عن الحزام تدريجيا بداية من الأسبوع الخامس وصولاَ إلى الأسبوع الثامن وبعدها لا يجب ارتداء الحزام إلا بتوجيه الطبيب المعالج.
الارتباط النفسي بحزام الصدر:
في الحياة العملية، ومع التعامل ومتابعة المرضى وجد أن العديد من المرضى يرتبط نفسياَ بحزام الصدر، ويشعر أنه غير قادر على ممارسة حياته الطبيعية بدونه، ونؤكد أن ذلك الشعور هو شعور نفسي فقط، ولا يوجد له أي داعي طبي، ولا يوجد أي داعي لاستكمال ارتداء الحزام لفترة أكتر من 8 أسابيع في الحالات العادية بخلاف وجود حالات المضاعفات في التئام عظمة القص.
علامات تنذر بالخطر وتستدعي المشورة الطبية:
من علامات الالتئام الجيد لعظمة القص هي اختفاء الألم تدريجيا على مدار فترة النقاهة ومن العلامات المنذرة بأهمية المشورة الطبية السريعة وجود ألم متزايد في الجرح وخاصة عند الحركة، سماع صوت طقطقة بعظمة القص، ظهور أياَ من علامات الالتهاب مثل الحمى، واحمرار الجلد، والسخونة الموضعية بالجرح، أو خروج أي إفرازات من الجروح.
مشاكل ارتداء الحزام الصدري وكيفية التغلب عليها:
في بعض الأحيان يحدث القليل من المشاكل من ارتداء الحزام الصدري، ومعظمها يمكن عدم السماح بحدوثها والتكيف معها وعلاجها ببساطة. ومن أهم هذه المشاكل شعور المريض بضيق في النفس مع ارتداء الحزام، ويكون ذلك ناتج عن استخدام ضغط مفرط أو مقاس غير مناسب للمريض، فيجب اختيار المقاس المناسب، والحزام المناسب، والضغط المناسبة للمريض.
قد يحدث تهيج أو حساسية في جلد المريض= وخاصة عند منطقة الإبطين ويمكن التغلب على ذلك بعدم ملامسة الجلد مباشرة واستخدام بعض مضادات الحساسية إذا كان التهيج شديد.
في بعض الأحيان يزيد الحزام من فرصة التهابات الجروح، وخاصة عند السيدات لعدم التهوية الجيدة للجرح بسبب الثديين، ويمكن تجنب ذلك عن طريق إعطاء فرصة لتهوية الجرح واستخدام حزام مصنوع من مواد جيدة تسمح بتهوية الهواء.
بدائل استخدام حزام الصدر:
في بعض المرضى القليلين يفضل عدم استخدام حزام الصدر لوجود أسباب طبية مثل الحساسية المفرطة بالجلد، وبعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية وغيرها، وفي هذه الحالة يمكن استخدام بدائل عن طريق تثبيت عظمة القص بمواد مساعدة للخيوط الحديدية وهي مواد معدنية مخصصة ومصنعة خصيصا لهذا الهدف لإعطاء الدعم اللازم مع عدم الحاجة لاستخدام حزام الصدر.
وفي القليل أيضاَ من المرضى، إذا تم حدوث بعض المضاعفات من استخدام الحزام يتم استبداله بملابس طبية خاصة تقدم قدر من الضغط على منطقة الصدر لتوفر بعض الدعم لعظمة القص.
وينصح المريض بمشورة الفريق الطبي المتابع عند حدوث أي نوع من المضاعفات من استخدام الحزام لضمان وصف الوسيلة المناسبة لثبات عظمة القص.
ختاما، نؤكد على أن استخدام حزام الصدر من الأمور الهامة جدا لضمان سرعة الاستشفاء وضمان الالتئام السليم المطمئن لعظمة القص، وبذلك يعيش المريض فترة نقاهة مثالية تضمن له التعافي السريع والرجوع للحياة الطبيعية والتفاعل البناء مع المجتمع المحيط.
أحجز الآن موعد مع دكتور أحمد حلمي أو يمكنك متابعة صفحتنا على فيس بوك