ضيق الصمام الميترالي هو أهم أسباب إعتلال صمامات القلب وأكثرها شيوعا. وينتج الضيق عادة نتيجة تغيرات في جدار أنسجة الصمام وترسبات الكالسيوم. مما ينتج عنه فقدان المرونة وضيق المعبر للدم من الأذين إلى البطين، وينتج عن ذلك مجموعة من التغيرات والأعراض مثل ضيق التنفس، واحتقان الرئة في المراحل الأولى من المرض. ويعد تدارك الأمر مبكرا من أهم خطوات رحلة التكيف والعلاج لضيق الصمام الميترالي.
محتوى المقال
الأسباب الشائعة لضيق الصمام المترالي:
تعد الحمى الروماتيزمية هي السبب الأكثر شيوعا في مصر، وتنتج الحمى الروماتيزمية عن التهابات الحلق البكتيريا المتكررة في سن مبكرة، وتؤدي إلى تلف مستقبلي في صمامات القلب. ومن الأسباب الأخرى لضيق الصمام هي التغيرات والتكلسات المرتبطة بتقدم العمر، بالإضافة إلى بعض الأمراض في الأنسجة الضامة في الجسم، وبعض الأمراض الوراثية، وأمراض المناعة مثل الذئبة الحمراء وغيرها. وتعد معرفة السبب وعلاجه هي الخطوة الأولى لتجنب المرض والحد من مضاعفاته
ماذا يحدث بعد ضيق الصمام الميترالي؟
عادة يحدث هذا الضيق في سن الشباب ويمتد مع المريض في مراحل متقدمة من العمر. يتضخم الأذين الأيسر نتيجة تراكم الدم، و كذلك يحدث احتقان في الرئتبن وارتفاع في ضغط الشريان الرئوي، بالإضافة إلى حدوث الذبذبة الأذينية والتي قد تؤدي بدورها إلى ركود الدم في الأذين الأيسروتكون بعض الجلطات في القلب. وكل هذه التغيرات قد تؤدي إلى احتقان شديد في القلب، مما يؤدي إلى فشل القلبالاحتقانى أو قصور في عضلة القلب.
الأعراض الناتجة عن ضيق الصمام الميترلى:
تظهر أعراض الضيق تدريجيا، مما يتيح الفرصة للمريض للتكيف مع هذه الأعراض. ومن أهم هذه الأعراض ضيق النفس مع المجهود، والذي يتطور تدريجيا لتزداد حدته حتى يكون عند الإستلقاء أو عند النوم، وكذلك يعاني المريض من إرهاق جسدي واضطراب في ضربات القلب مع وجود سعال متكرروخاصة عند الاستلقاء. وفي مراحل متقدمة، قد تظهر مجموعة أخرى من الأعراض مثل ألم الصدر أو بعض الأعراض العصبية نتيجة تكون الجلطات.
رحلة التشخيص:
تبدء رحلة تشخيص ضيق الصمام الميترالي عن طريق أعراض المريض، وينصح كل مريض يعاني من ضيق في التنفس باللجوء السريع إلى الطبيب المختص لتدارك الأمر من البداية. وعند الفحص، يلاحظ الطبيب مجموعة من العلامات مثل اللغط القلبى، واحتقان الرئتين، والذبذبة الأزينية. ويلجأ الطبيب إلى مجموعة من الفحوصات المبدئية مثل رسم القلب وأشعة الصدر، وبعد ذلك نلجأ إلىالفحص الأكثر أهمية وهو الموجات فوق الصوتية أو ما يعرف بالإيكو والتى تعطي صورة كاملة لصمام القلب وحالة القلب من حيث التضخم، وضغط الشريان الرئوي، وطبيعة الصمام من وجود تكلسات أو غيره. وفي بعض المرضى، قد يحتاج الطبيب لإجراء بعض الفحوصات الأخرى، مثل القسطرة التشخيصية للشريان التاجي أو الرنين المغناطيسي.
مضاعفات ضيق الصمام الميترالي:
تحدث المضاعفات عند إهمال المريض للمرض و عدم اللجوء إلى الاستشارة الطبية المتخصصة، ومن أهم هذه المضاعفات هي تضخم الأذين واحتقان الرئة مما يؤدي إلى قصور في عضلة القلب وفشل احتقاني في القلب. بالإضافة إلى زيادة نسبة حدوث الذبذبة الأذينية والتي تؤدي بدورها إلى تكون جلطات بالقلب وتكون سبب رئيسي في السكتة الدماغية. ومن أخطر المضاعفات هي إرتفاع ضغط الشريان الرئوي وما يصاحبه من تغيرات في أنسجة الرئتين، والذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى فشل العلاج وعدم الإمكانية من حل المشكلة.
مراحل علاج ضيق الصمام الميترالي:
في المراحل الأولى من الضيق تكون المتابعة الدورية والعلاج الدوائي هم الحل الأمثل. وتكون هذه العلاجات في صورة مدرات البول ومضادات التجلط واللانوكسين، وحاصرات البيتا والكالسيوم حسب حالة كل المريض على حدة. وفي مراحل أكثر تقدما من الضيق قد نلجأ إلى توسيع الصمام عن طريق القسطرة البالونية وإن لم يفلح الأمر نتيجة وجود ارتجاع في الصمام أو تكلسات في جدار الصمام، يكون الحل هو الجراحة وتكون هذه الجراحة عن طريق استبدال الصمام المترالي بالتدخل المحدود والمنظار بصمام صناعي معدني أو نسيجي حسب احتياج المريض الطبي.
هل يمكن تجنب ضيق الصمام المترالي والحد من تطوره؟
حيث أن السبب الرئيسي لضيق الصمام هو الحمى الروماتيزمية، والتي يمكن تجنبها بكل سهولة عن طريق علاج التهابات الحلق البكتيرية بطريقة فعالة، ولمدة كافية لا تقل عن سبعة أيام فالاجابة هى بالفعل يمكن تجنب الضيق بالصمام الميترالى. وكذلك يمكن الحد من تطور الضيق بالمتابعة الطبية الدورية للحد من ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحفاظ على وظيفة عضلة القلب، وتجنب بعض المضاعفات وعلاجها في البداية. بالإضافة إلى تغير نمط الحياة بالإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة للحفاظ على عضلة القلب.
الجديد في عالم تشخيص وعلاج ضيق الصمام:
يوجد العديد من الدراسات والأبحاث الحديثة لتجنب ضيق الصمام المترالي. واستخدام التقنيات الحديثة في تقليل التغيرات في جدار الصمام عن طريق تقليل ترسب الكالسيوم في الصمام. بالإضافة إلى وجود العديد من التقنيات الحديثة في عالم التشخيص المبكر للمرض والمتابعه الدورية للمرضى. ومن أهم التقنيات الحديثة في المجال الطبي هى تقنيات استبدال الصمام بدون اللجوء إلى جراحة القلب المفتوح التقليدية، وذلك عن طريق جراحة بسيطة بالمنظار بجرح لا يتعدى 7 سم من الجهة اليمنى في القفص الصدرى. وفي النهاية، نؤكد أن المتابعة الطبية هي الحل الأمثل لتجنب. مشاكل ومضاعفات ضيق الصمام الميترالي.
أحجز الآن موعد مع دكتور أحمد حلمي أو يمكنك متابعة صفحتنا على فيس بوك