ضيق وانسداد الشريان التاجي وأسبابه هو موضوعنا لهذا المقال ولكن أولا ما هو الشريان !!
يطلق لفظ شريان الحياة على الشريان التاجي حيث أنه الشريان المسؤول عن تغذية أهم عضو من أعضاء الجسم وهو القلب بالمواد الغذائية والأوكسجين لضمان العمل بكفاءة وضخ الكمية المناسبة من الدم لجميع أجهزة الجسم، ويوجد العديد من الأسباب التي ينتج عنها ضيق الشريان التاجي، وبالتالي نقص في تروية القلب دموياَ. دعونا نتعرف في هذا المقال عن أهم هذه الأسباب.
محتويات المقال:
- ما هو الشريان التاجي؟
- الشريان التاجي شريان غير متعاون.
- البطانة الداخلية للشريان التاجي.
- نسبة الضيق بالشريان والتأثير على تدفق الدم.
- أهم أسباب ضيق الشريان التاجي.
- النظرية الحديثة لضيق الشريان التاجي.
- العوامل المساعدة على ضيق الشريان التاجي.
- نمط الحياة الصحي للحفاظ على الشريان التاجي وسلامته.
- أهم الأعراض التي تشير لضيق الشريان التاجي.
- النصائح الختامية لتجنب ضيق الشريان التاجي.
ما هو الشريان التاجي؟
الشريان التاجي أول شريان في الدورة الدموية، وينشأ من بداية الشريان الأورطي في صورة شريان تاجي أيسر أو ما يعرف بالجذع الأيسر وهو مسؤول عن إمداد القلب بحوالي 70% من الدم، والشريان الأيمن المسؤول عن 30% من كمية الدم اللازمة لتغذية للقلب، ويتفرع كل منهما إلى مجموعة هامة من الشرايين على السطح الخارجي للقلب، يكون كل منها مسؤول عن تغذية جزء معين من عضلة القلب.
الشريان تاجي شريان غير متعاون:
تنقسم شرايين الجسم إلى شرايين منتهية وشرايين غير منتهية، والمقصود بذلك اللفظ أن الشرايين المنتهية يخصص كل شريان منها إلى منطقة معينة من الجسم ولا يمكن أن يساهم أي شريان آخر في تغذية هذه المنطقة، أما الشرايين الغير منتهية فهي شرايين تعمل على تغذية الجسم في شكل شبكة، ويقوم أكثر من شريان بتكوين هذه الشبكة لتغذية أعضاء الجسم، وتعتبر شرايين القلب أو الشرايين التاجية من الشرايين المنتهية، أي أنها لا تتعاون في ما بينها لإمداد القلب بالدم ويكون كل شريان منها مخصص لجزء من القلب، ومن هنا تأتي خطورة ضيق أو انسداد أي شريان منها، حيث أنه الوحيد القادر على إمداد هذا الجزء من القلب بالدم.
البطالة الداخلية للشريان التاجي:
يتكون جدار الشريان التاجي من ثلاثة طبقات وتكون الطبقة الداخلية أو البطانة الداخلية للشريان ملساء جد ا مما يساعد الدم على التدفق بأقل مقاومة ممكنة وتتكون البطانة الداخلية للشريان من خلايا رقيقة تساعد على تقليل المقاومة في الشريان وفي نفس الوقت لا تتحمل إرتفاع الضغط بها أو وجود مواد أو محفزات للالتهاب بالدم تساعد على التهاب جدار الشريان الداخلي مثل مركبات النيكوتين والمخدرات والمواد الكيماوية والدهون ذات الكثافة المنخفضة كما يحدث للشريان التاجي عند فقدان الطبيعة الملساء للبطانة الداخلية للشريان التاجي والذي تنتج عن مجموعة من الأسباب مثل التهاب جدار الشريان نتيجة وجود مواد مهيجة بمجرى الدم ينتج عن ذلك ضعف شديد بالبطانة الداخلية مما يسمح للكولسترول منخفض الكثافة أو ما يعرف بالكوليسترول الضار بالدخول تحت هذه البطانة وإحداث تهيج بها مما يضطر خلايا الدم البيضاء لاحتواء هذا الكوليسترول لمنع مزيد من الالتهاب وتكوين ما يعرف بالخلايا الصابونية والتي تنفجر بعد فترة منتجة الكثير من الكوليسترول الضار مرة أخرى، وتترسب الصفائح الدموية لاحتواء هذه المشكلة. مما يزيد من وضع الالتهاب، وينتج عن هذا الترسب ضيق وانسداد الشريان التاجي .
نسبة الضيق بالشريان والتأثير على تدفق الدم:
في بدايات ضيق وانسداد الشريان التاجي نتيجة ترسب الدهون والكولسترول، يكون الضيق بنسبة أقل من 50% في القطر الداخلي للشريان، وتسمح هذه النسبة بمرور كمية مناسبة من الدم إلى القلب. أما في حالة زيادة هذا الضيق عن هذه النسبة تكون كميات الدم غير مناسبة لتغذية عضلة القلب. وترتبط بداية ظهور الأعراض على المريض بمجموعة من المتغيرات من أهمها مجهود المريض العضلي، وقد يتعجب بعض المرضى من عدم وجود أعراض بالرغم من وجود ضيق شديد بالشرايين التاجية، ونؤكد أن هذا الوضع ممكن الحدوث وبشكل متكرر.
أهم أسباب ضيق وانسداد الشريان التاجي :
ينتج ضيق وانسداد الشريان التاجي ، كما تحدثنا سابقاَ عن طريق الترسبات بجدار الشريان، ولهذا تعد زيادة الدهون والكوليسترول من الأسباب الأساسية في هذا الضيق، وكذلك زيادة قابلية الدم للتجلط وزيادة عدد الصفائح الدموية. ومن أهم الأسباب هو وجود محفزات للالتهاب بالدم والتي تضعف البطانة الداخلية للشريان ومن أهم هذه المحفزات مركبات التدخين المختلفة مثل النيكوتين وغيرها والكحوليات والمخدرات وارتفاع نسبة المواد السكرية والنشوية بالدم، ومن الأسباب الهامة أيضاَ هو ارتفاع ضغط دم المريض والسمنة والتي تؤدي إلى زيادة الحمل على البطانة الداخلية للشريان.
النظرية الحديثة لضيق الشريان التاجي:
تشير الأبحاث الحديثة والدراسات إلى أن التهاب جدار الشريان قد ينتج من الخارج وليس من الداخل. وتعتبر هذه النظرية هي النظرية الحديثة في حدوث ضيق وانسداد الشريان التاجي . وتشير إلى أهمية الشعيرات الدموية الدقيقة بجدار الشريان التاجي من الخارج والقصور في هذه الشبكة الميكروسكوبية عن طريق ملوثات الجو واستنشاق بعض الغازات الضارة أو التعرض للدخان في المناطق الصناعية ينتج عنه التهاب بالشريان من الخارج، ويؤدي إلى تقليل كمية الأوكسجين بجدار الشريان والتهاب البطانة الداخلية للشريان وضيق الشريان.
العوامل المساعدة لضيق الشريان التاجي:
يوجد العديد من العوامل المساعدة، من أهمها الجنس حيث أن الهرمونات الأنثوية تحمي جدار الشريان، وسن المريض عادة ما يكون فوق سن الأربعين عاماَ، وجود بعض الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر وارتفاع نسبة الكوليسترول والسمنة المفرطة وأمراض الغدة الدرقية، ومن العوامل الهامة أيضاَ هو العامل الجيني أو العامل الوراثي، بالإضافة إلى وجود الضغوط النفسية والمزاجية والتي تؤثر بالسلب على جدار الشرايين، ومن العوامل الهامة كذلك قصور الدورة الدموية الميكروسكوبية بجدار الشريان التاجي نتيجة للتعرض للملوثات وقلة المجهود البدني والعضلي.
نمط الحياة الصحي للحفاظ على الشريان التاجي:
الحفاظ على الحياة الصحية، بداية من التغذية السليمة عن طريق الابتعاد عن النشويات والدهون، الحفاظ على وزن مثالي للجسم، الابتعاد عن الدهون المشبعة والمصنعة، عدم الإكثار من الأطعمة الغنية بالكوليسترول، الاهتمام بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، الإكثار من أطعمة تحتوي على العديد من الفيتامينات ومن أهمها فيتامين سي، وفيتامين ه، الإكثار من الأسماك خاصة أسماك التونة والسلمون والماكريل، بالإضافة إلى النشاط البدني المتوازن لضمان نشاط الدورة الدموية بجدار الشريان والحفاظ على تغذية الشريان لتقليل نسبة الالتهاب بجدارة، ومن الأمور الهامة أيضا هو السيطرة على الحالة المزاجية، وعدم التعرض للضغط النفسي المستمر والنوم لفترات متوازنة ملائمة لسن المريض.
يسهم هذا النمط الصحي بصورة كبيرة في منع أمراض ضيق الشرايين التاجية، والحد من تطورها.
أعراض تشير إلى ضيق وانسداد الشريان التاجي :
تحدث أعراض ضيقة الشريان التاجي في صورة عدم القدرة على بذل المجهود، ضيق النفس، ألم بمنتصف الصدر يمتد إلى الكتف والذراع الأيسر والرقبة، والتعرق الشديد مع بذل المجهود، الميل إلى القئ والإغماء في بعض الحالات الشديدة. وعند ظهور أي من هذه الأعراض، وخاصة آلم الصدر، يجب على المريض أن يضع الذبحة الصدرية المستقرة في مقدمة الاحتمالات، والذهاب فور ا للمشورة الطبية المتخصصة.
النصائح الختامية لتجنب ضيق الشريان التاجي:
ختاما نستطيع أن نلخص أن الابتعاد عن العوامل المساعدة وخاصة في المرضى ذوي التاريخ العائلي بأمراض الشرايين يعتبر من أهم عوامل تجنب ضيق وانسداد الشريان التاجي مع الحفاظ على نمط غذائي متوازن لضمان الحفاظ على جدار الشرايين والابتعاد عن السمنة والحفاظ على الوزن المثالي للجسم والحفاظ على قدر بسيط من المجهود البدني يحمي جدار الشرايين بنسبة كبيرة ويقلل من احتماليات ضيق الشرايين. يوجد العديد من الحلول لضيق الشريان التاجي، فلا داعي للقلق أو التوتر للحفاظ على التوازن النفسي للتقليل من ضرر ضيق الشريان التاجى.
أحجز الآن موعد مع دكتور أحمد حلمي أو يمكنك متابعة صفحتنا على فيس بوك