نصائح لمرضى عملية القلب المفتوح هامة لضمان لسلامة خلال فترة النقاهة ، فـ عمليات القلب المفتوح لإصلاح اعتلالات الصمامات أو قصور الشرايين التاجية وغيرها من الجراحات تعد من الجراحات الدقيقة التي تتطلب تظافر جميع الجهود في جميع مراحل إجراء الجراحة من التحضير الجيد للمريض وإجراء الجراحة بمهارة واحترافية ثم قضاء فترة رعاية آمنة وفترة نقاهة مريحة للمريض. ونتحدث اليوم عن أهم النصائح للمريض في خلال فترة النقاهة.
المقال من إعداد الأستاذ الدكتور/ أحمد حلمي عمر ، أستاذ جراحة القلب كلية الطب جامعة عين شمس.
نصائح هامة لفترة نقاهة آمنة بعد جراحات القلب
محتويات المقال:
- الرعاية الصحية والاجتماعية في بداية فترة النقاهة.
- الدعم العائلي لمريض جراحة القلب وأهميته.
- المجهود البدني المسموح به خلال الشهر الأول بعد العملية.
- التغذية الصحية السليمة خلال فترة النقاهة.
- أهمية السوائل لمريض جراحة القلب خلال فترة النقاهة.
- كيفية الحفاظ على الجروح وتجنب العدوى.
- السيطرة على الألم بعد عملية القلب.
- علاج الكحه بعد عملية القلب.
- الوقاية من الإمساك خلال فترة النقاهة.
- أهمية الدعم النفسي خلال فترة النقاهة.
- أهمية الإلتزام بالتعليمات الطبية.
- الفحوصات والمتابعة خلال فترة النقاهة.
- النصائح الختامية.
الرعاية الصحية والاجتماعية في بداية فترة النقاهة:
بعد انقضاء فترة الرعاية المركزة والتي تكون غالباَ في حدود 24 إلى 48 ساعة، ينتقي المريض بعدها لغرفة عادية مع مرافقة الأهل تحت الإشراف الطبي، وتعد هذه المرحلة مرحلة هامة جدا حيث أن المريض يحتاج لوجود مرافق له يقوم بالدعم النفسي وكذلك الدعم الحركي حيث أن المريض يحتاج في هذا الوقت إلى من يسانده في النشاطات اليومية المعتادة مثل الجلوس والذهاب لقضاء الحاجة والمشي في الحجرة وغيرها وكذلك يحتاج لمن يسانده في تناول الوجبات الصحية السليمة وغالباَ ما يكون الاحتياج لمرافق لمدة يومين من مكوث المريض في حجرته بعد قضاء فترة الرعاية.
الدعم العائلي لمريض جراحة القلب وأهميته بعد إجراء جراحة القلب المفتوح:
يكون الدعم العائلي والاجتماعي. دور هام في انقضاء فترة النقاهة، بداية من دور المرافق للمريض لمدة يومين على الأقل مرافقة تامة على مدار 24 ساعة، وذلك لمساعدة المريض في المجهودات الحركية اليومية، وإن لم يتوفر مرافق للمريض في هذه الفترة يتم تحديد مرافق من هيئة التمريض يكون خاص بالمريض.
ثم يأتي بعد ذلك دور الأسرة في مساندة المريض نفسيا عن طريق عدم ترك المريض بمفرده لفترات طويلة وأهمية التحدث معه ومشاركته في أفكاره ورغباته وحثه على الالتزام بالتعليمات الطبية.
المجهود البدني المسموح به خلال الشهر الأول بعد العملية:
يستطيع المريض القيام بكافة المجهودات البدنية، ولكن نظراَ لوجود شق في عظمة القص بعد الجراحات التقليدية، ينصح المريض بعدم القيام إلا بالمجهودات البدنية الأساسية وهي تناول الغذاء الصحي المتوازن، تناول المشروبات الدافئة المهدئة، الجلوس على الكرسي والمشي، وصعود السلالم بحرص، النوم على الظهر فقط وعدم النوم على الجانبين، الاستحمام بماء دافئ واستخدام صابون مطهر لإزالة جميع الميكروبات من الجلد والجروح. ولا يسمح للمريض ببذل المجهودات الأخرى بالرغم من قدرته على أدائها ومن هذه الممنوعات حمل الأثقال، السجود والركوع أثناء الصلاة، الحياة الزوجية، الذهاب للعمل، الذهاب للجيم وغيرها من المجهودات.
التغذية الصحية السليمة خلال فترة النقاهة:
من المتعارف عليه أن المريض بعد إجراء الجراحات الكبرى مثل جراحات القلب المفتوح، يعاني من عدم القدرة على الأكل، وفقدان الشهية، والإحساس بمرارة الأكل والشرب – كما يصف بعض المرضى – ولذلك ينصح خلال هذه الفترة عدم التقيد بالأغذية الصحية بصورة كبيرة، وينصح المريض بأكل ما يشاء بكميات صغيرة على فترات متقاربة لعدم الشعور بالامتلاء حتى تنقضي هذه الفترة.
ومن أهم تعليمات التغذية خلال فترة النقاهة الحرص على أغذية رفع المناعة مثل الخضروات والفواكه وخاصة الخضروات الصليبية مثل البروكلي لاحتوائها على الفيتامينات والمعادن لرفع مناعة الجسم، الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف للحفاظ على حركة الأمعاء، وتجنب الإمساك، تناول البروتينات الهامة لالتئام الجروح والأطعمة الغنية بالكالسيوم لمساعدة العظم على الالتئام، الحفاظ على كمية السوائل بالجسم وشرب كمية متوازنة من الماء.
يجب الالتزام بأي نصائح أخرى قد يحددها الطبيب المتابع للمريض حسب حالته الطبية، حيث أن بعض الحالات تستدعي تعليمات أخرى، كما في مرضى السكر ومرضى اعتلال الكبد أو الكلى. من المهم إشراف أخصائيين التغذية العلاجية على المريض في المستشفى ووصف الغذاء المناسب للمريض خلال فترة النقاهة.
أهمية السوائل لمريض جراحة القلب خلال فترة النقاهة:
ينصح مرضى جراحة القلب فى العموم بشرب الكثير من السوائل ومن أهمها المياه، ونؤكد على المريض خلال هذه الفترة الاحتفاظ بزجاجة مياه وتناول ولو القليل منها من آن لآخر، وذلك للحفاظ على سيولة الدم وعدم ارتفاع نسبة اللزوجة بالدم. كما ينصح بالمشروبات المساعدة على النوم والتغلب على الأرق مثل النعناع والينسون والتليو وغيرها، لا يمنع المريض من تناول الشاي أو القهوة بالكميات المعتدلة لتجنب الأرق وزيادة ضربات القلب، ومن المشروبات الهامة أيضا هي مشروبات الحفاظ على جدار الشرايين، وصحة القلب مثل القرفة والجنزبيل والكاكاو الخام والشاي الأخضر.
ونؤكد أن لكل مريض حالته الخاصة كمرضى السكر والكلى على سبيل المثال، فيجب الإشراف الطبي المتخصص على البرنامج الغذائي للمريض.
كيفية الحفاظ على الجرح وتجنب العدوى:
في خلال فترة التعافي في المستشفى يتم التغيير على الجروح يومياَ عن طريق الفريق الطبي، وعند خروج المريض للمنزل تكون الجروح في حالة جيدة ولا يوجد بها أي إفرازات ولا يستلزم الأمر تغطية الجروح بضمادات لطبية وللعناية بالجرح يجب على المريض الغيار على الجرح مرة واحدة يوميَا باستخدام البيتادين وتركه ليجف على الجرح واستخدام بخاخة تحتوي على مضاد حيوي مرة واحدة يوميا، كما نؤكد على المريض بأهمية الاستحمام المتكرر بالماء الدافئ والصابون المعقم القاتل للبكتيريا للحفاظ على نظافة الجلد الجرح.
وللحفاظ على عظمة القص، ينصح المريض بارتداء حزام الصدر في معظم الأوقات وتجنب علامات إلتهاب الجروح، وأهمية إستشارة الطبيب عند حدوثها حيث أن الاتجاه السريع في العلاج من أهم خطوات نجاحه، ومن أهم هذه العلامات إحمرار الجلد والمناطق المحيطة بالجرح، وجود أي تورم في الجروح، مع لمعان في منطقة الجلد المحيطة، وجود أي نوع من الإفرازات تخرج من الجرح، ألم بالجرح والمناطق المحيطة به، سخونة بالجلد أو ارتفاع درجة حرارة المريض.
السيطرة على الألم بعد عملية القلب المفتوح:
بعد إجراء عمليات القلب وشق عظمة القص من الطبيعي أن يكون هناك بعض الآلام في منتصف الصدر والضلوع والعمود الفقري والكتفين ومعظم هذه الآلام تكون بسيطة وناتجة عن العملية، وللتخلص من هذه الآلام ينصح الفريق الطبي باستخدام بعض المسكنات الآمنة على المعدة والكلى لتجنب الآثار الجانبية، ومن المهم استخدامها بصورة متكررة في وقت محدد للحفاظ على مستويات التسكين بالدم. وفي بعض الأحيان، قد يلجأ الطبيب لوصف مسكن أقوى للسيطرة على الألم، ومن أهم النصائح للتخلص من الألم هو النشاط الحركي المعتدل، والحركة المستمرة، وتحريك القفص الصدري، والالتزام ببرنامج العلاج الطبيعي للتقليل من آلام الصدر.
علاج الكحة بعد عملية القلب المفتوح:
من الأمور الوارد حدوثها بكثرة في فترة النقاهة هي وجود بعض الكحة الملازمة للمريض وبعض الإفرازات بالرئتين، وغالبا ما تكون ناتجة عن تهيج مسارات الهواء بالرئة. وللسيطرة عليها ننصح بشرب المشروبات الدافئة والنشاط البدني المعتدل، والابتعاد عن ملوثات الجو والأتربة والروائح النفاذة، مع اللجوء لبعض أدوية الحساسية في بعض الأحيان تحت الإشراف الطبي.
الوقاية من الإمساك خلال فترة النقاهة:
الإمساك أيضا من الأمور الوارد حدوثها بعد عمليات القلب المفتوح ولتجنب الإمساك يجب شرب كمية مناسبة ووفيرة من السوائل وخاصة الماء والإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخس والخضروات والفواكه والقراصيا والحبوب الكاملة، و بذل مجهود حركي معتدل لمساعدة الأمعاء على حركتها الطبيعية وقد نلجأ في بعض الأحيان لاستخدام بعض الأدوية الملينة.
الدعم النفسي خلال فترة النقاهة:
بعد العمليات الكبرى مثل جراحات القلب يعاني المريض من بعض الاضطرابات العاطفية والأحاسيس بعدم الرضا النفسي. ومن المهم جد ا في هذه الفترة الدعم النفسي من الفريق الطبي والمحيطين للمريض خلال هذه الفترة.
أهمية الالتزام بالتعليمات الطبية:
من المهم الالتزام بالخطة العلاجية والتي تتكون من نصائح وتعليمات طبية ووصفات علاجية للمريض بالإضافة إلى كيفية المتابعة والفحص ومن أهم الأدوية التي يستعملها المريض في خلال فترة النقاهة الأولية هي المضادات الحيوية والمسكنات وأدوية الكحة والحساسية وأدوية الحفاظ على المعدة بالإضافة إلى أدوية القلب الخاصة بالحالة.
الفحوصات والمتابعة:
عادة ما تجرى جميع الفحوصات للمريض قبل الخروج من المستشفى وللمتابعة، يقوم المريض بزيارة الجراح بعد حوالي 15 يوم من الخروج من المستشفى بدون الحاجة إلى فحوصات خاصة، وبعدها بأسبوعين تكون الزيارة الثانية وقد يطلب الطبيب بعض الفحوصات في هذه الزيارة. وبعد ثلاث شهور من إجراء الجراحة يتم عمل موجات صوتية على القلب وعمل بعض الفحوصات المعملية من أهمها صورة الدم وظائف الكبد ووظائف الكلى والدهون بالدم وقد تتطلب حالة المريض خطة أخرى للمتابعة مثل متابعة أدوات السيولة وغيرها والتي يقررها الطبيب المعالج حسب الحالة الطبية.
الـ نصائح لمرضى عملية القلب المفتوح الختامية:
الالتزام بالتعليمات الطبية والخطة العلاجية ونظام المتابعة يجعل من فترة النقاهة فترة مثالية ويتجنب المريض خلالها الكثير من المضاعفات. وتضمن له حياة سعيدة بعيدة عن المعاناة.
لمزيد من التفاصيل والاستشارات رجاء عدم التردد في التواصل مع الأستاذ الدكتور/ أحمد حلمي أستاذ جراحة القلب، كلية الطب، جامعة عين شمس وفريقه الطبي المتخصص.
أحجز الآن موعد مع دكتور أحمد حلمي أو يمكنك متابعة صفحتنا على فيس بوك