إحجز موعدك الآن

    ,

    متى يلجأ المريض لـ جراحة القلب المفتوح ؟

    • 171 مشاهدة
    متي يلجأ المريض لجراحة القلب المفتوح

    جراحة القلب المفتوح من أهم الجراحات في الوقت الحالي، وقد تطورت تطوراَ عظيما على مدار السنوات الأخيرة. وهى جراحات دقيقة تستلزم التحضير الجيد والإجراءات السليمة في إجراء الجراحة، وفترة ما بعد الجراحة من البقاء في الرعاية المركزة والمستشفى، وحتى في الحياة المستقبلية للمريض لضمان أعلى مستوى من الاستفادة، سوف نتطرق في هذا المقال لنظرة عامة عن جراحة القلب ومتى يلجأ المريض إليها.

    محتويات المقال:

    ما هي جراحة القلب المفتوح؟

    المقصود بجراحة القلب المفتوح هو استخدام ماكينة القلب والرئة الصناعي لتحل محل القلب والرئتين خلال إجراء الجراح، ويضمن ذلك التروية الدموية لجميع أجزاء الجسم. وقد تجرى جراحة القلب المفتوح بالطريقة التقليدية وفيها يتم شق عظمة القص للوصول إلى القلب أو عن طريق طرق أخرى مثل جراحات التدخل المحدود والتي يتم فيها إجراء الجراحة بدون شق عظمة القص عن طريق أدوات خاصة وفتحات جراحية صغيرة في القفص الصدري تماثل جراحات المناظير الأخرى.

    متى يلجأ المريض لجراحة القلب المفتوح؟

    كما هو متعارف عليه في أي نوع من أنواع الجراحات المختلفة، لا يتم اللجوء للحل الجراحي عند وجود طرق بديلة قد تسهم في علاج مشكلة المريض، وكذلك الحال في أمراض وجراحات القلب يتم أولاَ اللجوء للطرق الأقل تدخلا مثل القسطرة والكي الكهربي أو تغيير الصمام عن طريق القسطرة، وفي حال عدم قدرة هذه الطرق على حل مشكلة المريض قد نلجأ لجراحات القلب المفتوح لتخفيف المعاناة عن القلب والمريض وتلبية احتياجات الجسم من تدفق الدم.

    أسباب إجراء جراحات القلب المفتوح:

    تتعدد أسباب إجراء جراحات القلب المفتوح على حسب الاعتلال بعضلة القلب ومن أهم جراحات القلب المفتوح: جراحات الشرايين التاجية أو ما يعرف بمجازات الشرايين التاجية لعلاج ضيق الشرايين التاجية والذبحة الصدرية والنوبة القلبية وقصور الشرايين. ومن الأسباب الأخرى لإجراء جراحة القلب المفتوح ضيق أو ارتجاع في صمام أو أكثر من صمامات القلب والتي ينتج عن أسباب متعددة وقد يصل إلى حد فشل العلاج الطبي والحاجة لإصلاح أو استبدال الصمام. ومن الجراحات المشهورة أيضا جراحة إصلاح التشوهات الجنينية في القلب، ومن أشهرها ثقوب القلب، والفالوت الرباعي وغيرها والتي تسهم بقدر كبير في الحفاظ على حياة المواليد. ومن الأمراض الأقل شيوعاَ والتي تتطلب إجراء جراحة قلب مفتوح، وجود أورام بالقلب وأمراض الشريان الأورطي مثل التضخم والانسلاخ، وجود جلطات في الشريان الرئوي.

    السن المناسب لإجراء جراحة القلب المفتوح:

    يختلف سن حاجة المريض إلى إجراء جراحات القلب المفتوح على حسب نوع الاعتلال أو القصور بالقلب، فمثلا في معظم التشوهات الخلقية يفضل إجراء العملية في سن ما قبل المدرسة إلا في بعض الأمراض التي تؤثر على حياة المريض فيجب إجراء الجراحة في الأسابيع الأولى للمولود. ويختلف سن إصلاح أو تغيير صمامات القلب على حسب سبب اعتلال الصمامات، وغالبا ما يكون في سن الشباب، عدا بعض أمراض التغيرات العمرية بنسيج الصمامات والتي تجرى في سن ال50. أما بالنسبة لأمراض الشريان التاجي، فغالبا ما تجرى الجراحات بعد سن ال50.

    التوقيت المناسب لإجراء جراحة القلب المفتوح:

    كثيراَ ما يطلب المريض رأي الطبيب في أيهما أفضل إجراء الجراحة من عدمه، ونؤكد أن هذا المفهوم مفهوم خاطئ حيث أن قرار إجراء جراحة القلب من عدمه لا يتطلب رأي شخصي، ولكن هي ثوابت علمية لا يختلف عليها أحد، وفي العموم يفضل إجراء الجراحة عند وصول المريض للمرحلة الجراحية، وعدم الانتظار أو التكاسل، وذلك للحفاظ على عضلة القلب ووظيفتها والحد من مضاعفات إجراء الجراحة.

    جراحة القلب المفتوح وأمراض الشريان التاجى:

    تعتبر أمراض الشريان التاجي من أكثر الأمراض شيوعا والتي تنتج عن ضيق الشريان التاجي نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول والصفائح الدموية ويساعد على ذلك مجموعة من العوامل المساعدة مثل التدخين، والسمنة والضغط والسكر وغيرها، والتي ينتج عنها مجموعة من الأمراض مثل الذبحة الصدرية، وضيق الشرايين المتعدد، وتعتمد فكرة القلب المفتوح لعلاج هذه الأمراض على زرع شريان أو وريد إضافي على الشريان الضيق لإمداد الشريان بمصدر جديد للدم، مع الإبقاء على المصدر الأساسي، وتساهم عمليات توقيع الشرايين في رفع كفاءة القلب والحفاظ على وظيفته وبالتالي الحفاظ على جميع أجهزة الجسم والرفع من كفاءة الحياة وسن المريض.

    أمراض الصمامات والقلب المفتوح:

    عند اعتلال واحد أو أكثر من صمامات القلب، يحدث اختلال في ديناميكية سريان الدم في القلب والدورة الدموية، فمثلاَ عند حدوث ضيق بصمام لا يسمح بمرور الكمية المناسبة من الدم وتراكمها في مكان خاطئ، ونتيجة هذا الاختلال يحدث تضخم بعضلة القلب مع احتقان بالرئتين والتي قد ينتج عنه فشل في عضلة القلب مع مجموعة من الأعراض مثل ضيق النفس وعدم القدرة على بذل المجهود وغيرها وتختلف درجة اعتلال الصمامات من مريض لآخر ولا يتم إجراء جراحة القلب المفتوح للمريض إلا في مراحل متقدمة من ضيق أو ارتجاع الصمامات.

    هل يعود مريض الصمامات إلى الوضع الطبيعي بعد القلب المفتوح:

    حوالي 70%  من مرضى اعتلال صمامات القلب يعود للوضع الصحي الطبيعي بعد إصلاح أو استبدال الصمام ويشمل ذلك وظيفة عضلة القلب وكفاءتها مع الحفاظ على الحجم الطبيعي بالإضافة إلى زوال كافة الأعراض مع رفع كفاءة الجسم والحياة عموماَ مع قدرة المريض على ممارسة حياة طبيعية بنسبة مئة في المئة بشرط إجراء الجراحة في وقت مناسب وعدم التباطؤ أو التكاسل أما بالنسبة للمرضى ذوي التضخم الشديد أو القصور الشديد بعضلة القلب أو الارتفاع الشديد في ضغط الشريان الرئوي يحتاج المريض إلى فترة طويلة بعد الجراحة لتحسن الأعراض وزوالها ولهذا ينصح أي مريض بعمل الجراحة في الوقت المناسب.

    الأسباب المختلفة لتلف صمامات القلب:

    من أهم أسباب تلف صمامات القلب هي الحمى الروماتيزمية، التغيرات العمرية، تكلسات الصمامات، التهابات الصمامات، العيوب الخلقية، أمراض النسيج الضام، أمراض المناعة، وقصور الشريان التاجي.

    التقنيات الحديثة وأمراض الصمامات:

    يوجد العديد من تقنيات جراحة الجراحات القلب المفتوح لإصلاح أو استبدال صمامات القلب التالفة من أهمها إمكانية إجراء الجراحة عن طريق ما يعرف بالتدخل المحدود أو عن طريق فتحات صغيرة في القفص الصدري مع عدم شق عظمة القص وتتيح هذه التقنية تحسن كبير في فترة النقاهة ورجوع المريض لحياته الطبيعية بعد استبدال الصمامات.

    أورام القلب وجراحة القلب المفتوح:

    تعد أورام القلب من الأمراض النادرة الحدوث والتي يحتاج تشخيصها وعلاجها تظافر جهود تخصص القلب والأورام وجراحة القلب وقد تكون أورام القلب في صورة حميدة أو صورة سرطانية، وقد يؤثر وجود ورم في القلب على عمل القلب كعضلة تضخ للدم لجميع أنحاء الجسم أو يؤثر على صمامات القلب بالارتجاع الشديد أو الضيق الشديد. ويختلف بروتوكول علاج أورام القلب على طبيعة الورم وحجمه وسن المريض وغيرها وعادة ما يكون العلاج الجراحي هو الحل الأمثل للأورام الحميدة وبالنسبة للأورام السرطانية لا يتم إجراء جراحات إلا في حالات نادرة. وتعتبر متابعة مريض أورام القلب من التحديات الهامة، حيث يستلزم الأمر إجراء فحوصات دورية مع متابعة طبيب الأورام وطبيب القلب للتأكد من عدم رجوع الورم مرة أخرى، أو التأثير على كهربية القلب.

    أهمية القلب المفتوح لإصلاح العيوب الخليجية بالقلب:

    العيوب الخلقية بالقلب، أو ما يعرف بالتشوهات الجنينية، هي مجموعة كبيرة من الأمراض منها البسيط ومنها المعقد، ويوجد منها ما يكتشف في وقت مبكر، والآخر قد يمتد إلى سن الشباب و تنتج العيوب الخلقية عن تزاوج الأقارب أو التشوهات الجينية وبعض العوامل الأخرى مثل تناول المكيفات والتدخين والكحوليات في فترة الحمل. وتسهم جراحات القلب المفتوح في إصلاح العديد من هذه العيوب، ومنها ما يجب إصلاحه في الأسابيع الأولى من العمر، ومنها ما يمكن إرجائه لوقت متأخر، ومن أهم هذه العيوب هي ثقوب القلب بين الأذينين أو البطينين، ورباعي فالوت، وضيق الشريان الرئوي وغيرها قد تمتد لسن الشباب مثل تشوهات الشريان التاجي، أو الشريان التاجي المدفون بعضلة القلب.

    وإصلاح العيوب الخلقية يسهم بشكل كبير في تحسن عمر المريض وطبيعة حياته، مع ضمان حياة مثالية مليئة بالنشاط والقدرة على تنمية الفرد والمجتمع.

    الخاتمة والدروس المستفادة من أهمية معرفة متى يلجأ المريض لجراحة القلب المفتوح:

    ختاماَ لمقالنا نستطيع أن نلخص أن جراحات القلب المفتوح عمليات ذات نسبة نجاح ممتازة تتخطى 95% بشرط أن يكون القرار قرار علمي صحيح، وأن يتم إجراء الجراحة بالمقاييس والمعايير العالمية بخبرة وتجهيزات ملائمة لحالة المريض، والتي تضمن أفضل النتائج والبعد عن مضاعفات الجراحة، وضمان حياة صحية مليئة بالنشاط.

    أحجز الآن  موعد مع دكتور أحمد حلمي أو يمكنك متابعة صفحتنا على فيس بوك